والجمیع یتساءل عن مصیر الانسان ونهایة الحیاة ومصیر البشر بعد الموت وهل هناك حیاة أخری بعد الموت؟ أم یزول البشر بمجرد مفارقة حیاة الدنیا وینتهي؟ إنها أسئلة أسست لضرورة مفهوم المعاد وإثباته في عقل الإنسان وفطرته.
وأصل المعاد هو "عود" بمعنی العودة والنهضة من جدید وتشیر المفردة إلی الحیاة بعد الموت ونشور الإنسان من جدید وهو أمر إهتمّ به ما یقارب ثلث آیات القرآن الکریم وإنه من أصول الدین الإسلامي الحنیف.
ویجیب العلماء علی التساءل حول المعاد بالتالي:
أولاً: قد بشرت الدیانات جمیعاً الإنسان بالعاقبة الحسنة والمصیر النیر وعودة الإنسان إلی الله کما قال تعالی في الآیة 42 من سورة النجم المبارکة "و أنّ اِلى ربّك المنتَهى".
ثانیاً: المدارس الفکریة المادیة تصور الإنغلاق أمام البشر وتحذره من الفناء وتؤکد له الیأس في کل تعالیمها کما قال القرآن فیها "و قالوا ما هِىَ الاّ حیاتُنَا الدُّنیا نَموتُ ونَحیى وما یُهلكُنا الاّ الدّهر وما لَهم بِذلكَ مِن عِلمٍ اِنْ هم الاّ یَظنُّون" (الجاثیة / 24).
لكن هذه الأقوال والتصريحات لا تستند إلى العلم والعقل، بل هي مجرد سلسلة من الأوهام الباطلة التي یعتمد عليها أصحاب المدارس الفكرية المادية.