ایکنا

IQNA

قارئ لبناني لـ"إکنا":

یجب على قارئ القرآن أن يصوّر الآيات حسب معانيها

14:13 - April 25, 2023
رمز الخبر: 3490807
بيروت ـ إكنا: أكد القارئ اللبناني البارز "يوسف الحاج حسن" أنه على القارئ أن يصوّر الآيات حسب معانيها وأن يعيش المعاني القرآنية التي يقرأها بقلبه، مصرحاً أن هناك الكثير من الضوابط التي يجب على القارئ مراعتها أثناء قراءته.

وأجرت مراسلة وكالة "إكنا" للأنباء القرآنية الدولية في لبنان الإعلامية "ريما فارس" حواراً   مع القارئ اللبناني البارز "يوسف الحاج حسن".

وبدايةً عرّف القارئ عن نفسه بقوله: "إسمي يوسف الحاج حسن، ولدت في مدينة "بعلبك"، وفي بيت قرآني ومتدين 
وترعرت في مساجدها حيث كانت بدايةً لتواجد الحرس الثوري الإيراني، وكنت منذ نعومة أظفاري أقرأ القرآن إستماعاً في المساجد والمحافل الدينية، وعشته بكل تفاصيل حياتي إرشاداً وسلوكاً بحمد الله وفضله".

وأضاف: "بعد ذلك شاركت في دورات تخصصية عبر جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد، ووفقت لنيل الدرجة الأولى في لبنان فئة التلاوة، ثم تأهلت للمشاركة في المسابقه الدولية للقرآن الكريم بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونلت درجة متقدمة بتوفيق من الله سبحانه، والآن نحن بطور تدريس مادة التجويد والتحصيل معاً حيث أن القرآن الكريم نبع فياض لا ينضب".

وفي معرض رده على سؤال حول إنعكاس القيم القرآنية على شخصيته، أجاب القارئ يوسف الحاج حسن: "لابد لكل قارئ أن يجعل القرآن في كل تفاصيل حياته، وما تعلُّمُ التلاوة إلا مدخلاً للولوج إلى عالم التفكر والتدبر، والحقيقة أن تجربتي المتواضعة في الحياة اليومية أثبتت أن أي إنسان يدخل إلى عالم القرآن الكريم ويتبحر في معانيه المحكمة وإعجازه إلا عاشه سلوكاً في شخصيته  إلا أن يكون ضالاً أو مفسداً لا سمح الله".

وتابع القارئ اللبناني  "يوسف الحاج حسن" حديثه مما لا شك فيه أن قارئ القرآن يحمل مسؤولية كبيرة عند قيامه بهذا الدور، ويجب عليه أن يحمل هذا الإسم أي (قارئ قرآن) بكل أمانة وإخلاص، وذلك حتى لا يقع القارئ بالأمراض النفسية الخطيرة التي تؤدي إلى العجب والكبر لا سمح الله،  وهناك قول يستوقفني كثيراً "كم من قارئ للقرآن والقرآن يلعنه" والعياذ بالله، فلا بد للقارئ أي يكون مراقباً ومحاسباً لنفسه أكثر من الآخرين، ويجب عليه أن يكون رسولاً بكل ما تحمله الكلمة".

وفي سؤاله عن أمثلة عن قصص واقعية حصلت (مشكلة وما شابه) معه وتم حلّها من خلال آية قرآنية؟ أجاب "يوسف الحاج حسن": "لعل الأمثله كثيرة في هذا المجال، لكني سأختصر، مثلاً  الآية المعروفة بآية السدّ "وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا" والكثير منا يستخدمها، وأنقذتنا في كثير من المواقف الصعبة والخطرة، وهي رفيقتنا بكل تفاصيل حياتنا ..
 وآية" بِسْمِ اللهِ مُجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا" نستخدمها وتكون نتائجها مبهره في تسهيل الأمور، ومن باب النكتة ونحن أطفال كنا نستخدم سورة الزلزلة، وذلك إذا كان في البيت ضيف ثقيل غير مرغوب به ، فنقرأها لنعجل بخروج الضيف من المنزل".

وصرح أن قضية النغم هي أساس مهم جداً في تلاوة القرآن الكريم، وكما قَالَ اَلنَّبِيُّ(صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وسلم): "لِكُلِّ شَيْءٍ حِلْيَةٌ وَ حِلْيَةُ اَلْقُرْآنِ اَلصَّوْتُ اَلْحَسَنُ".

أما في موضوع النغم القرآني، وكيفية ترسيخ الأنغام القرآنية لتحل مكان ألحان أهل الفسق وخاصة عند الشباب والصبايا اليافعين، كان رد القارئ "يوسف": "لا بد لكل فرد مسلم في المجتمع أن يتحمل هذه المسؤولية، إنطلاقاً من الأسرة وصولاً إلى الجمعيات الصغيرة و الكبيرة وذلك بتسليط الضوء على أهمية وعظمة وجمال القرآن الكريم،  والتركيز على أداء القراء المحترفين والمجيدين، وأهمية وصعوبة ما يؤدونه،  حيث أنه يجب على القارئ أن يصوّر الآيات حسب معانيها وأن يعيش المعاني القرآنية التي يقرأها بقلبه،وأن هناك الكثير من الضوابط التي يجب على القارئ مراعتها أثناء قراءته، ومما لا شك فيه أن أصوات القراء المجيدين هي غاية الروعة والأداء، وبشهادة خبراء موسيقيين وملحنين عالميين".

وتابع القارئ اللبناني البارز "يوسف الحاج حسن" أنه من المهم جداً أن نجتذب قلوب الناس بالبرامج والنشاطات القرآنية، إن كان تلفزيونياً أو عبر نشاطات تربوية أو كشفية ترغيبية، فيها شيء من التحفيز المعنوي والمادي أيضاً، فإن ما نواجهه من حرب ناعمة  يفرض علينا خلق نشاط ترغيبي لإستقطاب الشباب وإبعادهم عن كل ما هو مفسد ومؤذي، فهذا يوجب علينا تحمل مسؤولياتنا أما الله وأمام الناس في هذا المجال".

وفي الختام، أكد القارئ يوسف الحاج حسن أن فاقد الشيء لا يعطيه، وقد أثبتت الدراسات أن ما يؤخذ سمعياً في الصغر يترسخ في الحافظة، والذي يؤيد هذا القول أننا لا ننسى أصدقاء الطفولة ولو بعد حين، ولا ننسى ما حفظناه في الصغر، ثم بعد ذلك تأتي أهمية الكتابة نصاً وحرفاً، فيقولون أن "ما حفظ فر وما كتب قر" لكن من ناحية الفصاحة، فتكتسب بالإستماع أكثر من الكتابة.
یجب على قارئ القرآن أن يصوّر الآيات حسب معانيها

captcha