ایکنا

IQNA

آية الله مبلغي: الشهيد الصدر كاشف عن جواهر السنن الاجتماعية من القرآن

23:52 - December 17, 2022
رمز الخبر: 3489070
كربلاء المقدسة ـ إکنا: أكد الباحث الديني الايراني "آية الله مبلغي" في كلمته بالمؤتمر الدولي الأول حول فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر بجامعة كربلاء أن الشهيد الصدر كان ماهراً في شرح جماليات الدين بذوقه الجميل، وكاشفاً عن جواهر السنن الاجتماعية من القرآن بعقله الرصين.

واحتضنت قاعة رئاسة جامعة كربلاء المقدسة يوم الخميس الماضي 15 ديسمبر الجاري المؤتمر الدولي الأول حول فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) تحت شعار "فكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر مشروع حياة متجدد".

والمؤتمر شهد حضور ممثل رئيس الوزراء وزير العمل أحمد الأسدي وأعضاء في حزب الدعوة الإسلامية وشخصيات سياسية وأكاديمية وعلماء دين ومفكرين من داخل العراق وخارجه، وألقيت في المؤتمر كلمات من قبل المشاركين فيه تحدثوا فيها عن سيرة حياة وجهاد وتضحيات الشهيد الصدر الذي اعتبروه عنواناً لمسيرة أمة وتأريخ شعب وجهاد من أجل الهوية والحياة الكريمة وهنا تكمن أهمية الشهيد الصدر وعظمة دوره في تأريخ الأمة المعاصر، وأكدوا أن مسؤولية الأمة اليوم هي التمسك  بمدرسة الشهيد الصدر في سبيل إحداث الإصلاح والتغيير المنشود على المستويات كافة.

فیما یلي نص كلمة الباحث الديني الايراني، وأستاذ الحوزة العلمية، وعضو مجلس خبراء القيادة في ايران "آية الله الشيخ أحمد مبلغي" في المؤتمر الدولي الأول حول فكر السيد الشهيد الصدر في جامعة كربلاء:

"ينطلق هذا المؤتمر الهامّ من كربلاء المحبة والعشق، كربلاء التفسير للاخلاق الإنسانية، كربلاء الإحياء لمقاربات الأديان الالهية وكربلاء التقوية لوحدة الأمة الإسلامية، بجوار مرقد الامام الحسين (ع)، صاحب حركة عاشوراء التي لا تنضب طبقاتها الإلهية ولا تنتهي أبعادها الفطرية الانسانية.

الشهيد الصدر فرصة ونسخة للعمل:

الشهيد الصدر فرصة لأجيالنا، ونسخة للعمل لمجتمعنا وجيلنا، هو مترجم قوي لمحاسن علوم أهل البيت(ع)، وماهر في شرح جماليات الدين بذوقه الجميل، وكاشف عن جواهر السنن الاجتماعية من القرآن بعقله الرصين، صانع ومكمل ومقدم الزوايا الخفية للمعرفة الاسلامیة في الحوزات العلمية، وهو المقدم لمبادئ الوحدة الإسلامية بأشكال ابداعية.

الشهيد الصدر متعلق بالجميع:

الشهيد الصدر من العراق، لكنه ينتمي إلى جميع البلدان الاسلامیه، من الشيعة، لكنه ينتمي إلى كل الأمة، شيعة وسنة، من هذا الجيل ولكنه یتعلق كذلك بالأجيال القادمة، من الحوزة لكنه ينتمي إلى العلم ويتعلق بكل من الحوزة والجامعة، من الفقهاء لكنه خدم العلوم الاسلامية الأخرى ووسعها على اعلى مستوياتها واوسع مراتبها.

رسالته الخالدة في "نا":

رسالة الشهيد إلى المجتمع الإسلامي العظيم تبلورت في كلمة "نا" التي أبرزها في اقتصادنا وفلسفتنا ومجتمعنا، رسالته هي: أيتها الأمة الدينية الإسلامية، علينا أن نفكر في أن نكون معًا، وأن نتحرك نحو المستقبل معًا، وأن نخلق هويتنا وكياننا كأمة معاً وأن ننتج ونبني بنى تحتية فلسفية وفكرية واقتصادية لأن نتقدم معًا.

الدين لديه قائم على الاستمرارية:

إن آرائه ومشاريعه في مجال التعريف بالدين ترسم استمرارية تمتد من محتويات وأصول وتراث الماضي إلى الحاضر ومن الحاضر إلى المستقبل.

ومن المثير للاهتمام أن هذه الاستمرارية تسير في اتجاهين: أحدهما ذو وجهة نظر منهجية والآخر ذو وجهة نظر محتوائية فهو يعطينا منهجية الاستقرار والاستمرارحتى لا ننفصل عن الماضي ولا نتوقف في الحاضر، بل نبني مستقبلنا من ماضينا وحاضرنا.

شخصية مفكرة ذات رائحة عصرية:

كان يعيش ويفكر في عالم جديد وكان كل ما يقدمه يعطي رائحة عصرية، أعطى كلمة جديدة في هيكل وبنية الفقه، وأعطى نهجاً جديداً في عرض العلوم الاسلامية واعطى أساليب جديدة في مناقشة الأصول، وأعطى تقريراً جديداً عن الاستقراء والمنطق.

وكانت له نظرة إبداعية حول تعريف وتطبيق الواقعة والنازلة في قضايا اليوم، وكان يركز تركيزاً ذكياً ودقيقاً وبناءً على وقائع الحیاة، ويقول: "وقائع الحياة تتجدد وتتغير".

الربط الديناميكي لديه بين الزمن والانسان والدين:

كان تركيز مشاريعه الفكرية على الربط بين الزمن والانسان والدين. قد وضح لنا إذا لا نضع هذه الثلاثة في تواصل منسق، فلن نصل لا إلى الدين ولا الى الزمن ولا الى المجتمع. رسالته الينا تنقلوا وتحركوا باستمرار بين الزمن والانسان والدين.

لا تنظروا الى الانسان في تكوين القضايا الفقهية بعين هامشية وجزئية، بل يجب أن يجد الإنسان مكانه في منهجية الاستنباط بقوة وبفاعلية.أنظروا بعيون مفتوحة على احتياجات وتحولات المجتمع المعاصر والجيل الحاضر.

فقد نادى بصراحة بلزوم حضور عنصر اخذ كل خصائص الانسان وظروفه الواقعية بعين الاعتبار في الاجتهاد.

captcha