یأمل البشر دائما بزوال الظلم والجور وتحکیم السلام والعدالة فی العالم وهذا التوجه یتناسب مع الفطرة البشریة ولهذا السبب نری الشعوب علی مر التأریخ یکافح ضد الظلم والفساد وتجهد من أجل حکومة عادلة.
وقد وعد الله فی کتابه الکریم بزوال الباطل وسیادة الحق والعدل فی العالم وجاء فی سورة الإسراء المبارکة الآیة 81 " وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا".
وجاء الوعد بنصر الحق علی الباطل فی العدید من الآیات القرآنیة الکریمة حیث وعد الله بزوال الباطل وحکم الصالحین الذین یحکمون بالعدل وقال تعالی " أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبیاء /105)
وإن الإنسان یبحث عن الحق بذاته وفطرته ومن هذا الأساس لایستطیع التأقلم مع الباطل وإتباعه أبدا وإن لم یکن الإنسان دائما قادرا علی مواجهة الظلم ولکنه بحکم الفطرة کان دائما رافضا للظلم قام ضده کلما حصلت له فرصة.
ویوصف القرآن الکریم الباطل بالزبد الذی لابد من أن یکون مصیره العدم " أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ" (الرعد / 17)