ویعود الحجاج بعد أداء مناسك الحج إلی حیاتهم الطبیعیة حیث یمارسون الحیاة بعیداً عن الأجواء الروحانیة التي عاشوها خلال موسم الحج وهناك من یتسائل عن کیفیة المحافظة علی تلك المشاعر المعنویة بعد العودة. 

وفي الآیة 160 من سورة الأنعام المبارکة إجابة علی السؤال "مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ". 

وقال الله تعالی في الآیة 89 من سورة النمل المبارکة "مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ" إذ تفید الآیة أن العمل المقبول هو الذي یبقی محفوظاً حتی یوم القیامة. 

وهذا یعني أن من قام بالحج والصلاة والصیام في الدنیا علیه المحافظة علی أعماله حتی یوم القیامة فإذا زلّ عنها وإنتهج الإثم لن تشفع له أعماله الحسنة یوم القیامة. 

ولکن کیف نعرف إن کان حجنا مقبولاً عند الله أم لا؟ أهم آثار الحج هي الإبتعاد عن الذنب والمعاصي فـعندما یؤدي الحاج أعماله کاملة ویختتمها حینها تظهر عنده علامة تدل علی قبول حجه عند الله والعلامة هي کرهه للذنوب وإبتعاده عنها. 

وکیف نحافظ علی الحج؟ هناك أربعة سبل للمحافظة علی الحج وأعماله الأول إعادة ذکریات الحج وتلك المشاعر النقیة التي یشعر بها کل طائف ببیت الله الحرام. 

والسبیل الثاني إنشاء مجموعة مع الحجاج الآخرین والعمل معاً علی المحافظة علی أعمال الحج من خلال ممارسة برامج وفقرات دینیة ومعنویة معاً. 

والسبیل الثالث للمحافظة علی مشاعر موسم الحج هو التلذذ بالعبودیة إلی الله فإن الأنبیاء (ص) کانوا خیر العباد إلی الله وإن الإنسان علیه أن یصبح عبداً حقیقیاً إلی الله. 

والسبیل الرابع هو الإبتعاد عم الأعمال السیئة کـ أکل الحرام وقول الحرام ورؤیة الحرام و سمعه. 

مقتطفات من حوار الأكاديمي الايراني والأستاذ في الحوزات العلمية "الشيخ محسن أديب بهروز"