وإن الحسن المجتبی (ع) هو حفید رسول الله (ص) وإبن الامام علی وفاطمة الزهراء (علیهما السلام) ولد في الـ 15 من شهر رمضان 625 للمیلاد عایش الرسول(ص) لـ 7 سنوات ثم عایش أبیه حتی إستشهاده حیث إستخلفه بعد بیعة المسلمین له. 

ونشأ الإمام الحسن(عليه السلام) في أحضان جدّه رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلم) وتغذّى من معين رسالته وأخلاقه ويسره وسماحته، وظلّ معه في رعايته حيث اختار الله لنبيّه دار خلده، بعد أن أورَثَه هديه وأدبه وهيبته وسؤدده، وأهّله للإمامة التي كانت تنتظره بعد أبيه أمير المؤمنين، وقد صرَّح بها جدُّه في أكثر من مناسبة، ومنها حينما قال: "الحسنُ والحسين إمامان قاما أو قعدا، اللهمّ إنّي أحبّهما فأحبَّ من أحبَّهما".

كما ترعرع الإمام الحسن (ع) في أحضان الإمام علی بن أبی طالب(ع) واهتم بقضايا المجتمع طوال حياته.

إنه قد وزّع أکثر من مرة کل ما یملك علی الفقراء وتعامل مع مصاعب الحیاة من منطلق أنها إمتحان إلهی تجلی النفس وتذهبها وهکذا صمد وقاوم کل ما تعرض له من مشاکل. 

کان یؤمن الإمام الحسن (ع) إن الله أمل من لا أمل له وإنه ملاذ کل القانطین والیائسین، حيث قال الامام(ع): "الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من هو دونه، وتقطع الأسباب من جميع ما سواه"{مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي(ع)}.

عندما أراد الإمام(ع) وصف البارئ عز و جل قال: "الحمد لله الذي لم يكن له أول معلوم ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود، ولا أمد بحتي ولا شخص فيتجزأ، ولا اختلاف صفة فيتناهي فلا تدرك العقول وأوهامها، ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته، فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما، ولا تارك فهلا، خلق الخلق فكان بديئا بديعا، ابتدأ ما ابتدع، وابتدع ما ابتدأ، وفعل ما أراد، وأراد ما استزاد، ذلكم الله رب العالمين"{التوحيد - الشيخ الصدوق}.

و"مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي(ع)" هو عمل بحثي كتبه "عزيز الله عطاردي" (1928-2014). قام المؤلف في هذا الكتاب باعداد معلومات عن شخصية الإمام الحسن(ع) وأقواله وسلوكياته، وذلك من خلال استخدام المصادر الشهيرة لعلماء المسلمين.

وكتاب "التوحيد" تأليف محمد بن علي بن بابوية القمي المعروف بالشيخ الصدوق، ويجمع الكتاب أحاديث النبي محمد(ص) وآله التي يرويها الشيخ الصدوق بأسانديه حول مسألة التوحيد بغية معرفة ما على المكلف من الاعتقاد في هذه المسألة.