ایکنا

IQNA

بالإنجليزية.. إطلاق خواطر الشيخ الشعراوي عن القرآن

10:49 - January 07, 2022
رمز الخبر: 3484168
القاهرة ـ إکنا: بعد نحو 23 عاماً على رحيله، أطلقت في العاصمة المصرية القاهرة ترجمة خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي عن القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، بمجلدات وتطبيقات إلكترونية.

وجاء إطلاق خواطر الشيخ الشعراوي، خلال حفل برعاية الشيخة عفراء بنت زايد بن سلطان آل نهيان، وشارك في الحفل نجل الشيخ الشعراوي ومفتي الديار المصرية السابق علي جمعة وعدد من كبار علماء الأزهر الشريف وممثل عن سفارة دولة الإمارات بالقاهرة.

وكان الشيخ الشعراوي، الذي تولى وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر في مصر في الفترة من 1976 إلى 1978، قد بدأ في طرح خواطره في تفسير القرآن الكريم لمدة تزيد على ربع قرن عبر دروس أسبوعية في عدد من مساجد القاهرة وسجلها التليفزيون المصري.

وتم طرحها من قبل في مجلدات باللغة العربية ووسائط مرئية، وقبل سنوات وبرعاية من الشيخة عفراء بنت زايد بدأ مشروع الترجمة إلى اللغة الإنجليزية وتصميم تطبيق إلكتروني يضم الخواطر باللغتين العربية والإنجليزية.

وأكد المشاركون في حفل التدشين المكانة العلمية الرفيعة التي حظي بها الشيخ الراحل وجهوده الدؤوبة في تقديم تفسير القرآن الكريم كما أثنوا على فكرة ترجمة خواطره للغة الإنجليزية لتوسيع دائرة المستفيدين من علمه.

وخلال الاحتفال تم إطلاق التطبيق الإلكتروني، الذي يحمل اسم خواطر الشعراوي باللغتين العربية والإنجليزية، وعرض فيلم تسجيلي تضمن لقاء الشيخ الشعراوي بمؤسس دولة الإمارات الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان.
 
ويعمل التطبيق على تسهيل الوصول إلى خواطر الشيخ الشعراوي عن طريق خاصية البحث بخواطر آية معينة في أي سورة من سور القرآن، كما أن لديها خاصية متاحة أيضًا في حلقات خواطر الشيخ الشعراوي المرئية، مما يوفر على المستخدمين والباحثين سرعة التعلّم والوصول إلى خواطر أي آية من آيات القرآن الكريم. كما يوفر التطبيق نسخة كاملة من القرآن الكريم للقراءة أو الاستماع بأصوات مجموعة من المقرئين، مع وجود شرح لمعاني الكلمات، وتفسير للآيات باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى مجموعة من مستلزمات المسلم في حياته اليوميّة من خاصية التسبيح، ومواقيت الصلاة واتجاه القبلة، ليكون بهذا تطبيقًا إسلاميًا شاملًا.
بالإنجليزية.. إطلاق خواطر الشيخ الشعراوي عن القرآن الكريم
 واستلهمت الشيخة عفراء بنت زايد آل نهيان تصميم التطبيق لـ "خواطر الشعراوي" من تصميمات جامع الشيخ زايد الكبير الصرح الإسلامي البارز في دولة الإمارات، الذي يتميز بأسلوبه الاستثنائيّ والمبتكر في العمارة الإسلامية. ويقع المسجد في مدينة أبوظبي ويعرف محليًا بمسجد الشيخ زايد أو المسجد الكبير، ويعد سادس أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية.
 
وتم إنجاز المشروع في سبعة عشر عامًا بمشاركة فريق علمي وإداري مكون من المدير التنفيذي للمشروع المرحوم محمد عبد اللطيف والاستشاري د. محمد حسني واللجنة المشرفة المكونة من المستشار الدكتور عبد الحميد عبد الحي وتامر الغرباوي ونورهان نور والدكتور عبد الكريم القدومي وجهاد إبراهيم وحمد مصطفى الذين قاموا بالإشراف الإداري على المشروع.

ومن جانبه، قال د. علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء أن التطبيق هو امتداد للفكر الأكاديمي والديني للشيخ محمد متولي الشعراوي، وفرصة للتعبير عن التسامح والمفاهيم الوسطية لمعاني الدين الإسلامي الحنيف، مؤكدًا أن أهمية هذا التفسير تأتي من كونه حوى كثيرًا من المصادر التراثية التي أعلن عنها الشيخ الشعراوي في ثنايا تفسيره، وأفصح عن أسماء مؤلفيها بين تعابيره، كما أنه كان مرآة صادقة لحوادث زماننا، وعلاجًا نافعًا لفتن أيامنا، وخلاصة تجارب عاشها الشيخ الشعراوي رحمه الله بين مصر والسعودية والجزائر وأمريكا وأوروبا، فقد أتاحت كل هذه الرحلات أن يلتقي الشيخ بالعديد من العلماء المسلمين والمستشرقين، فكانت إفادته من علماء عصره، واجتهاده في رد الشبهات عن القرآن الكريم، وظهرت سمات تفسيره وخصائصه في رد شكوك الملحدين والطاعنين في عظمة كتاب الله وإعجازه.

وفي هذا الاطار، أكد الشيخ سامي متولي الشعراوي نجل الإمام الراحل أن مشروع الترجمة ونشرها من خلال التطبيق يعتبر امتدادًا لسيرة والده العطرة، والتي يشهد بها الجميع، من خلال خواطره وتفسيره لكتاب الله ودستور المسلمين، مشيرًا إلى أن التفسير يحتوي على جواهر التراث العربي وكنوزه، وأقوال السلف الصالح من فصيح المنثور، وما ورد فيه من قصص تراثية نثرية، وأمثال عربية حِكَمِيَّة، اختصرت كثيرًا من كتب التراث، وقربتها بعبارة دقيقة، وألفاظ سهلة رقيقة، وقول محكم، وأسلوب عذب جذاب، مما جعل كلام الشعراوي  رحمه الله قريب المأخذ، سهل الفهم، يجد فيه البليغ غايته، من ألوان الفصاحة وضروب البلاغة وفنونها المنشودة، ويستمتع فيه الأُمِّيُّ بمعرفة أحكام دينه المطلوبة.

يذكر أن الشيخ محمد متولي الشعراوي قد شغل منصب وزير الأوقاف سابقًا، كما أنه يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث؛ حيث عمل على تفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة والذي جعل كثيرًا من أهل الإسلام يجدون في هذا التفسير ما يشبع نهمهم، ويروي ظمأهم، فاستطاع بفضله أن يتسلل إلى قلوب الناس أجمعين، حتى أجمع الصالحون من أهل زماننا أنه إمام عصره ولقّبوه بــ"إمام الدعاة".
 
المصدر: الوفد
captcha