وقف الطائفیة سیحول عاشوراء إلی جزء مهم من حیاة المسلمین
وأشار إلی ذلك، المفکر اللبناني المقیم في الولایات المتحدة الأمریکیة ومؤسس ورئيس جمعیة "إقرأ" الدولیة للبحث القرآني "صافي قصقص" (Safi Kaskas) في حدیث لـ "إکنا" حول واقعة الطف وثورة الحسین(ع).
وقال إن نهضة الإمام الحسین(ع) العام 680 للمیلاد في کربلاء کانت إنتفاضة ضد الظلم والجور. إن الحسین قد إمتنع عن مبایعة یزید کي لا یعطیه لحکمه الشرعیة وهذا أدی إلی قتله وأصحابه الـ 72 وسبي النساء وأسرهن.
وفي معرض رده علی سؤال حول أهم صفة تمیزت بها النهضة الحسینیة قال: إن ثورة الحسین(ع) کانت صرخة في وجه الظلم ورفضاً إلی العودة إلی عصر الجاهلیة وکانت نهضة لإحیاء القیم الإسلامیة والإیمان والسنن النبویة.
وحول أسباب تأثیر الثورة الحسینیة في العالم وبعد مرور قرون قال: إن السبب یعود إلی أن حرکة الإمام الحسین(ع) لم تکن بدوافع شخصیة إنما ثار الحسین (ع) ضد الظلم والإستبداد والفساد ومن أجل الحریة وإحیاء القیم الإسلامیة.
وفی معرض رده علی سؤال حول أهم عبرة في الثورة الحسینیة، قال قصقص: إن القرآن والنبوة یهدفان إلی العدل وإن ثورة الحسین أیضاً جاءت لتحقیق العدل وبسطه علی الأرض حیث قال (ع) "لأصلح أمة جدي".
وتطرق إلی موقف أهل السنة من عاشوراء قائلاً: إنه منذ نعومة أظافره عرف تضحیة الإمام الحسین(ع) في یوم عاشوراء وسمع عنها وقال إن الحسین(ع) منذ ذلك الحین کان نموذجاً حیاً أقتدی به وإني قد تعلمت جیداً أن "کل یوم عاشوراء وکل أرض کربلاء" وهذا یعني أن المسلم علیه في کل یوم من حیاته أن یسعی إلی تحقیق القیم الإسلامیة وتطبیقها علی الأرض.
وقال إن عدم إحیاء أهل السنة لذکری عاشوراء لیس سبباً دینیاً إنما ذلك یحصل بسبب الشعور الطائفي وتفرقة المسلمین مضیفاً أن المسلمین بغض النظر عن إنتمائهم الطائفي إذا ما أرادنا أن تصبح واقعة عاشوراء جزء من حیاتهم علینا وقف الطائفیة والعمل علی التصالح الإسلامي.
وأکد الأکادیمي اللبنانی المقیم في الولایات المتحدة الأمریکیة قوله أن ینسب مسلم نفسه إلی طائفة السنة وأن ینسب الآخر نفسه إلی طائفة الشیعة، هذا یعتبر مخالفة صریحة لتضحیة الحسین(ع) فی یوم عاشوراء.
جدير بالذكر أن "قصقص" بالإضافة إلى التركيز على علم الإدارة الإستراتيجية، قد أجرى العديد من الدراسات في مجال البحوث القرآنية والديانات الإبراهيمية، وألقى محاضرات في الولايات المتحدة والشرق الأوسط حول قضايا تتعلق بالإسلام والأديان والسلام بين المسيحيين والمسلمين.
کما أنه يعدّ الباحث البارز في مجال الإسلام والمصالحة بين الأديان في جامعة جورج ماسون في ولایة "فيرجينيا" الأمريكية وقام بترجمة القرآن الكريم ونشره باللغة الإنجليزية البسيطة في يناير 2015، وفي يناير 2016 نشر معاني القرآن الكريم بالاعتماد على الكتاب المقدس.
