والابتلاء يعني الامتحان والاختبار وفي الدين ومن منظور القرآن يعني تعرض الإنسان إلى بلايا لقياس مستوى إيمانه بالله وإن هذا الأسلوب في الدين ليس للقياس فقط بل هو أسلوب لتهذيب النفس وبناءها.
وفي سيرة النبي موسى (ع) نرى كيف ردّ بني اسرائيل على موسى (ع) عندما قُتل رجل منهم واتهموا موسى (ع) بقتله حتى أمر الله بذحهم بقرة فسخروا منه "وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ"(البقرة / 67).
وتساءل بنواسرائيل عن لون البقرة وحجمها ليختلقوا الذرائع وأن يتجنبوا فعل ما أمرهم الله به ولكن الله أمرهم بذلك حتى فعلوا.
والدرس في الرواية أن بني إسرائيل كانوا تحت حكم الفراعنة آنذاك وبما أن البقرة كان لها شأن ومقام عند الفراعنة فهم تأثروا بذلك المعتقد وأصبحوا يقدسون البقرة وإن أمر الله الذي جاء لذبح البقرة جاء لذبح معتقدهم هذا في الحقيقة.
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: