إن حوّاء (ع) ملقبة بأم البشر وبحسب القرآن الکریم خلقت مع آدم (ع) من طین واحد ولم یجعل فرقاً في خلقهما.
إن الله خلق البشر من آدم وحواء (علیهماالسلام) ولهذا لقبا بأم وأبي البشر فکانت حوّاء أول أنثی خلقها الله بعد آدم(ع) ومن الطین الذي خلق منه آدم(ع) لیجعلهما متساویین.
وقال الله سبحانه وتعالى في الآية الـ35 من سورة "البقرة" المباركة "يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ" ولم یذکر إسم زوجة آدم (ع) ولکن بحسب الروایات والاحادیث فهي حواء (ع) وقیل إن إسمها جاء من أصل "حيّ" لأنها أعطت الحیاة للأحیاءمن بعدها.
وقال القرآن الکریم في خلقهما "خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا" (الزمر / 6) وقال المفسرون أن "من نفس واحدة" هو آدم (ع) و"زوج" هي حوّاء (ع).
وقال الله سبحانه وتعالی في مطلع سورة النساء المبارکة "خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَهٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً کَثیراً وَ نِساءً" أي أن الله خلق زوجة آدم (ع) من جنسه دون تمییز.
وقال تعالی "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا" (الأعراف / 189) وذلك لسکون وإطمئنان کل إنسان عند زوجه بالفطرة وذلك لأنهما خلقا من جنس واحد ولم یجعل بینهما فرق في الخلق.
وبعد الخلق أمرهما الله بأن لا یقربا الشجرة ولکن غرّهما الشیطان وجعلهما یقربان ویتناولان من ثمرها حتی أخرجهما الله من الجنة وجعلهما یعیشان علی الأرض وذلك لقوله تعالی "يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ". (البقرة / 35).
ویقول الیهود والنصاری إن الشیطان أزل حوّاء (ع) ثم بها وسوس الشیطان آدم (ع) حتی خرجا من الجنة ولکن القرآن لدیه قراءة مختلفة ولم یؤید ما یقوله الیهود والنصاری.
وجاء في الدیانة الیهودیة والمسیحیة أن الشیطان أضلّ حوّاء أولاً ثم أضل آدم من خلالها ولکن القرآن الکریم إعتبرهما مسئولين بنفس مستوی التقصیر وإن الشیطان وسوسهما معا ولم یلقی اللوم علی واحد منهما دون الآخر فقال "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ"(البقرة/ 36).