ایکنا

IQNA

إقبال کبیر على مراكز تعليم القرآن في قطر

0:14 - December 07, 2022
رمز الخبر: 3488916
الدوحة ـ إکنا: تشهد الحلقات القرآنية بمراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية إقبالاً متزايداً من أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم وانتسابهم بها، على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم.

وتشهد الحلقات القرآنية بمراكز تعليم القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية إقبالاً متزايداً من أولياء الأمور على تسجيل أبنائهم وانتسابهم بها، على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم سواء بالحضور الفعلي إلى مقار التحفيظ أو التعلم عن بعد عبر برنامج تعاهد القرآني من خلال منصة الوزارة التعليمية عبر برنامج ميكروسوفت تيمز؛ حفظاً وتلاوةً بشكل متقن وفق مخارج الحروف الصحيحة وأحكام التجويد.

وتسعى الوزارة ممثلة في قسم القرآن الكريم وعلومه بإدارة الدعوة والإرشاد الديني مع جهودها في تعليم الطلاب ومدارستهم القرآن الكريم حتى يختموا حفظ كتاب الله، إلى تخريج أجيال من أبنائنا الطلاب يتمثلون القرآن واقعاً وسلوكاً وتربية في حياتهم وإن لم يحفظوا القرآن كاملاً، من خلال البرامج التربوية والتوجيهات السلوكية والاقتداء بالنماذج المشرقة من المدرسين والمشرفين على الحلقات القرآنية، الذين يفيضون على الطلاب علماً وحلماً وخلقاً.

ويعد مركز أبو الحارث البغدادي لتعليم القرآن الكريم الذي تقام حلقاته بقاعات خاصة ومجهزة بشكل جيد ملحقة بمسجد النجاشي (م.خ 459) بمدينة دخان، صرحا لتنشئة الأجيال وتخريج حفظة كتاب الله منذ عقدين من الزمان، ويمثل واحدا من مراكز تعليم القرآن الكريم التي تغرس في نفوس أبنائنا الطلاب الهدي الإيماني، مع بيان أثر هذه المراكز القرآنية في نفوس المنتسبين إليها وتعزيز القيم النبيلة والمثل العليا في المجتمع.

وقال الشيخ أحمد عبدالغني إنه يعمل رئيسا لمركز أبو الحارث البغدادي منذ عشرين سنة، ويحتضن المركز 8 حلقات قرآنية يلتحق بها 74 طالبا، موزعين على 5 حلقات نموذجية لحفظ مستويات القرآن وثلاث حلقات للحروف الهجائية، ووصل ختم القرآن بالمركز نحو 40 طالبا منذ افتتاحه.

وأضاف: احتفلنا الأسبوع الماضي بختم أخوين للقرآن لم يتجاوزا الثالثة عشرة من عمرهما، حيث يلتحق بالمركز حاليا سبعة طلاب من حفظة كتاب الله.

وقال إنه ما زال متواصلا مع الطلاب الخاتمين للقرآن ممن تخرجوا في المركز قبل سنوات ومنهم الطيار والطبيب والمهندس والمحاسب، ويحثهم دائما على المداومة على تعهد القرآن، لافتاً إلى أن مراكز تعليم القرآن محاضن تربوية إيمانية لغرس قيم الإسلام ومبادئه حتى ينشأ جيل قرآني متمسك بدينه وعقيدته والأخلاق الفاضلة.

وأوضح أن أغلب أسر الطلاب بالمركز يعملون في قطر للطاقة بمدينة دخان وبعضهم يدرسون في المدارس الأجنبية، ولكن بفضل الله تعلمهم للقرآن يكون له أثر إيجابي على سلوكهم وتميزهم العلمي وقوة الفهم والحفظ لديهم، وقدم الشكر لأولياء الأمور على دفع أولادهم للمركز لحفظ كتاب الله ومتابعة حفظهم.

ونصح أولياء الأمور بأنهم لن يجدوا مكانا أصلح لأولادهم من مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وأن صلاح الولد يعود عليه وعلى والديه في الدنيا والآخرة، وليس هناك أصلح من حافظ لكتاب الله عز وجل يحمل القرآن بين جنبيه ويطيع الله عز وجل ويبر والديه في الحياة وبعد الممات، ولا شك أنه ينبغي لحافظ القرآن أن يخلص نيته لله عز وجل حتى ينال الأجر والثواب من ربه عز وجل.

وأشار الشيخ أحمد عبدالغني إلى أن المركز حصل على المراكز الثلاثة الأولى في المسابقة الثقافية التابعة لوزارة الأوقاف وتم تكريم المركز بالدرع.

أخلاق القرآن 

وقال محروس شعبان قطب، إنه التحق بالمركز في 2002 ويدرس بحلقته سبعة طلاب، وأن تنشئة الطلاب في ظل الحلقات القرآنية يجعلهم يتشبعون بأخلاق القرآن فإنه يؤثر بشكل طيب على أخلاقهم وسلوكهم، ويستفيدون من المدرسين وتوجيهاتهم.

وأضاف: إن متابعة البيت وأولياء الأمور تعد من الأهمية بمكان كونها تلزم الأبناء بالتعلم والحفظ بشكل جيد وفق مقرر المركز ويكون الحفظ جيدا ومتقنا.

وأوضح المدرس علاء بشّار، أنه يعمل في مجال القرآن منذ خمس وعشرين سنة، وفي المركز منذ أربع سنوات ويدرس في حلقته تسعة طلاب في مستويات مختلفة.

 وأضاف أن الله تعالى إذا أحب عبدا أنار بصيرته ووفقه وهداه ويسر له الطريق للقرآن الكريم حفظا وتلاوة وتدبرا ومدارسة، لافتا إلى أن مدرسي مراكز تحفيظ القرآن يشاركون في تربية وتنشئة جيل مسلم يعتز بالهوية الإسلامية، وهي من أجل النعم.

ووجه كلمة لأبنائه حفاظ كتاب الله بأن القلب النابض بكتاب الله عز وجل وقاف عند حدود الله يأمر بأوامره وينتهي عما نهى الله عنه، ولفت إلى أن المراكز القرآنية تخرج أجيالا يحفظون حدود الله عز وجل وكفى بها من نعمة، ونصح أولياء الأمور بألا يحرموا أنفسهم من هذا الخير.

وأكد المدرس عبدالعزيز حافظ رفيق أحمد، أهمية التطبيق العملي لما يتعلمه الطلاب بالمركز من القرآن الكريم في حياته وأن يقرأ كل طالب في صلاته ما يحفظه من السور، وذكر أنه يوجههم ويرشدهم للآداب والأخلاق النبيلة.

تأهيل جيد 

وأشاد عبد الناصر الحجاجي والد الطالب مشعل بمدرسة خان الإنجليزية بتوفير وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية للمراكز القرآنية في المناطق الخارجية بالدولة ومنها مدينة دخان، مشيرا أن هذه المراكز بيئة إيمانية تحافظ على أبنائنا الطلاب وتؤهلهم بشكل جيد في إتقان اللغة العربية منذ صغرهم، وتساعدهم على التميز والتفوق الدراسي وفي حياته، لافتا إلى أن هذه المراكز توفر للطالب الجو المناسب لتعلم كتاب الله وسط أقرانه، وأن توفير الوزارة لتعلم الحروف الهجائية إلكترونيا مع الصوت والنطق الصحيح يساعد الطلاب على المراجعة في البيت ومتابعة ولي الأمر لأبنائه.

تفتح الذهن 

وذكر أحمد علي فرح مصطفى أنه ألحق ابنه حديثا بالمركز ويدرس حاليا في تعلم الحروف الهجائية وقصار السور.

وأضاف أن المركز يحفظ وقت ابنه فيما هو نافع ومفيد لمدارسة القرآن الكريم وتعلم الآداب والأخلاق الإسلامية تأسيا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فحينما سئلت السيدة عائشة عن خلق النبي قال كان خلقه القرآن، والخيرية فيمن يتعلم القرآن ويعلمه. وقال «أعرف الكثير من الطلاب حفظة القرآن بالمركز ولمست فيهم حسن الخلق والتعامل الطيب مع تفتح الذهن والتركيز والتفوق الدراسي وكثير منهم حافظا على تميزهم طوال دراستهم وأصبحوا الآن أطباء.

القاعدة النورانية 

وقال مجاهد أحمد خضر - ولي أمر الطالب محمد في الصف الثالث، إنه ألحق ابنه بالمركز وعمره خمس سنوات ويحفظ الآن ثلاثة أجزاء من القرآن، ولفت إلى تميز ابنه في تعلم القاعدة النورانية ومخارج الحروف وأحكام التجويد، وتعلم القراءة والكتابة من خلال المركز قبل بدء دراسته، ويلقبونه بالمدرسة قارئ الصف وهذا له أثر إيجابي على تميزه الدراسي، وشكر المدرسين والقائمين على المراكز القرآنية على ما يبذلونه من جهد.

وأضاف: لا شك أن الطلاب يتعلمون الآداب والأخلاق من المدرسين وهم في عمر الغرس والتنشئة، وتوجه بالشكر إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تحفيزها المعنوي والمادي للطلاب لافتا إلى أن ابنه تم تكريمه ثلاث مرات في الاختبارات الفصلية، ومما يشجعه وزملاءه على الحفظ والمراجعة، وأضاف أن خال ابنه نموذج مشرف لأثر هذه البيئة الطيبة، حيث درس بمركز أبو الحارث البغدادي وأتم حفظ كتاب الله وهو الآن يدرس في كلية الطب.

تفوق دراسي

وقد درس الطالب محمد أحمد الأجبار، بالمركز منذ صغره وختم حفظ القرآن بالمركز، وتخرج في جامعة قطر من كلية الهندسة ويعمل الآن مهندسا بهيئة الأشغال العامة.

وأوضح محمد أن القرآن له أثر واضح عليه وعلى أصدقائه، مشيرا أنه كان معه بالصف خلال دراسته الثانوية أربعة طلاب خاتمين للقرآن وكانوا جميعا متفوقين دراسيا ولديهم ملكة قوية في الحفظ والإتقان وسعة المدارك والفهم، كما أن البيئة القرآنية تغرس في نفوس الطلاب الأخلاق الفاضلة وتعلم الأحكام الشرعية.

كما يدرس الطالب مشعل عبدالناصر، في الصف الرابع بمدرسة دخان الإنجليزية يحفظ القرآن ليكون سببا لدخوله الجنة، وأشار إلى أنه يتمنى أن يحفظ القرآن خلال أربع سنوات.

بينما أكد الطالب عمر علاء عبدالفتاح، في الصف الحادي عشر بمدرسة دخان أنه بدأ في تعلم القرآن بالمركز وأتم حفظ القرآن وعمره 12 عاما، وحرص على الحفظ بشكل متواصل منذ صغره.

وأضاف أنه بدأ الحفظ بمقدار نصف صفحة يوميا ووصل إلى حفظ صفحتين ومراجعة جزء أو جزئين كل يوم بمتابعة متواصلة من والده ووالدته، لافتا إلى أنه يشعر في المركز بطمأنينة وسكينة وشعور جميل مع الأصدقاء في ظل تنافس محمود في الحفظ والمراجعة مع تحفيظ المدرسين.

تحسين اللغة 

الطالب عبدالعزيز حسن الجعفري، عمره ثلاث عشرة سنة ويدرس بمدرسة دخان الإنجليزية، التحق بالمركز وعمره ست سنوات وختم حفظ كتاب الله قبل أسبوعين، وقال عبد العزيز إن تعلم القرآن ساعده على تحسين اللغة العربية وقوة الحفظ وتيسير الدراسة.

وأضاف: أشعر بسعادة لا توصف واطمئنان قلبي خلال حلقة القرآن، وقدم الشكر لمدرسه واعتبره سببا بعد الله في حفظه لكتاب الله، لافتا إلى أن القرآن ساعده على الالتزام بالسلوك القويم والأخلاق الحسنة.

ويبلغ الطالب عبدالرحمن أحمد عبدالغني ست سنوات، ويدرس بالصف الأول وتمكن من حفظ ستة أجزاء من القرآن الكريم، وشارك في مسابقة الشيخ جاسم بفرع البراعم وحصل على تقدير ممتاز وتم تكريمه، كما تم اختباره بالمركز خمسة مرات تم تكريمه فيهم جميعا.

وأكد عبد الرحمن أن لديه عزيمة قوية على حفظ القرآن خلال عامين وقدم الشكر لوالديه على متابعة حفظه لكتاب الله.

المصدر: العرب 

captcha