ایکنا

IQNA

رئيس الحوزات العلمية في إیران:

روح الجهاد تصدت لعدوان الكيان الصهيوني على أراضي العالم الاسلامي

22:35 - May 04, 2021
رمز الخبر: 3481067
قم المقدسة ـ إکنا: أكد رئيس الحوزات العلمية في إیران، "آية الله عليرضا أعرافي" أن روح الجهاد وصحوة العلماء المؤمنين والفتاوي التي صدرت من المراجع العظام بوجوب محاربة الاحتلال تصدت لعدوان الكيان الصهيوني على الأراضي الاسلامية.

وقال ذلك، آية الله أعرافي في الكلمة التي ألقاها عصر اليوم الثلاثاء 4 مايو / أيار الجاري في المؤتمر الدولي للقدس الشريف الذي أقيم عبر الفضاء الافتراضي في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وأشار رئيس الحوزات العلمية في إیران الى أنه في غضون أکثر من سبعة عقود حین وصل تبجح الکیان الصهیوني الغاصب لدرجة حیث کان یطمح باحتلال أراضي العالم الإسلامي من النیل إلی نهر الفرات علی أساس إستراتیجیتها الإستکبارية لتحکمها سلطة صهیونية غاشمة وظالمة تقع تحت سیطرتها جمیع شعوب منطقتنا لتتحکم بمصیر بلادنا.

وأكد أنه ما تصدی لهذا العدوان علی العالم الإسلامی هو روح الجهاد وصحوة العلماء المؤمنین والفتاوي التی صدرت من مراجعنا العظام في الحوزات العلمية وعلماءنا في أنحاء العالم الإسلامي بوجوب محاربة الإحتلال في فلسطین وجمیع أنحاء العالم الإسلامي وهذا الکفاح مستمر حتی النصر النهائي واقتلاع الغدة السرطانية الصهیونية من الأراضي الإسلامية المقدسة.

فيما يلي النص الكامل لكلمة رئيس الحوزات العلمية في إیران "آية الله عليرضا أعرافي":

"بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ

ألحمدلله رب العالمین و أفضل الصلاة والسلام علی خاتم النبیین محمد وعلی آله الطیبین الطاهرین وأصحابه المنتجبین

وَما لَكُم لا تُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلدانِ الَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا أَخرِجنا مِن هذِهِ القَريَةِ الظّالِمِ أَهلُها وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ وَلِيًّا وَاجعَل لَنا مِن لَدُنكَ نَصيرًا (سوره النساء الآیة الـ75)

أیها الإخوة و الأخوات الکرام

السلام علیکم و رحمة الله و برکاته؛

في البداية أتقدم لجمیع الإخوة والأخوات و السادة و السیدات، العلماء الکرام، المقاومین والمجاهدین من أجل الدفاع عن مقدسات الأمة الإسلامية، فلسطین وقبلتنا الاولی، باسمی وباسم الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية وباسم المؤتمر العالمي للقدس الشریف بأطیب تحية وأسأل الله عزوجل قبول صیامکم وعباداتکم في هذا الشهر المبارك کما أتمنی أن نری جمیعنا تحریر القدس الذي سیعز الله به الإسلام و أهله ویذل به الکفر والنفاق وأهله.

و من واجبي أیضآ أن أتقدم بشکري لجمیع المساهمین في إقامة هذا المؤتمر والمحاضرین الأعزاء والحضور الکریم والمشاهدین الکرام.

أیها الأعزاء خاصة الشباب الأوفیاء في العالم الإسلامي

إذا أردنا أن نفهم ما یحدث الأن فعلینا أن نستحضر ونتذکر ما حدث في الماضي في غضون أکثر من سبعة عقود حین وصل تبجح الکیان الصهیوني الغاصب لدرجة حیث کان یطمح باحتلال أراضي العالم الإسلامي من النیل إلی نهر الفرات علی أساس إستراتیجیتها الإستکبارية لتحکمها سلطة صهیونية غاشمة وظالمة تقع تحت سیطرتها جمیع شعوب منطقتنا لتتحکم بمصیر بلادنا من أجل أن یتمتعوا بقوة البطش جانب العمل علی التوسع الجغرافي، لذلك;; بنوا قوة عسکرية فتاکة وعدیمة للرحمة کی یتیح لهم أن یعثوا فی الأرض فساداً؛

و لکن ما تصدی لهذا العدوان علی العالم الإسلامی هو روح الجهاد وصحوة العلماء المؤمنین والفتاوی التی صدرت من مراجعنا العظام في الحوزات العلمية وعلماءنا في أنحاء العالم الإسلامي بوجوب محاربة الإحتلال في فلسطین وجمیع أنحاء العالم الإسلامي وهذا الکفاح مستمر حتی النصر النهائي واقتلاع الغدة السرطانية الصهیونية من الأراضي الإسلامية المقدسة وهذه المواقف الداعمة للمقاومة والمدینة للتصرفات الصهیونية ودعم القوی الإستکبارية لها مازالت مستمرة من ناحية الشخصیات والمؤسسات الدینية خصوصا مراجعنا العظام بقم المقدسة والنجف الأشرف ومما یجدر الإشارة إلیه المواقف الرشیدة التي أبداها سماحة آية الله السیستانی(مد ظله العالي) في لقائه مع بابا الفاتیکان ونحن نیابة عن الحوزات العلمية والدینية وتأسیاً بالمرجعیات الدینية وسماحة السید القائد نعلن بصراحة وبکل تأکید أن الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطیني ومکافحة المحتلین والغاصبین للأراضي الفلسطینية وباقي أراضي العالم الاسلامي هو واجب شرعي.

وکل عام وفي ذکری یوم القدس العالمي الذي أعلن عنه الإمام الخمینی (ره) یجب أن نتذکر إخوتنا ، أهلنا ، نسائنا ، أطفالنا و جمیع الذین سقطوا شهداء فی سبیل الدفاع عن الأقصی و فلسطین کما یجب علینا أن لاننسی إخوتنا من أبناء الشعب الفسلطینی المهجّرین في سائر البلدان و الذین یعیشون متشوقین إلی العودة إلی وطنهم و هذا الحق لن یسقط مهما طال الزمن و استمر الإحتلال.

منذ ذلك الزمن و كل هذا الإجرام یحدث تحت أنظار العالم و بدعم من القوی الکبری و تواطيء بعض الأنظمة العربية و الإسلامية مع العدو الصهیوني. بینما في السابق کان أصحاب هذا النهج المطبع یمارسون التطبیع تحت الطاولة إلا أنهم أظهروا حقیقتهم و بدؤوا بالتطبیع العلني و التصفیق للصهاینة و فتح السفارات في البلاد العربية بعدما کانوا یصرحون بدون إستحیاء و ناسین أهل فلسطین المشردین بأن یجب أن یکون للصهاینة وطنهم الخاص في الأراضي المحتلة.

وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

و لکن ... یا أبناء الأمة الکرام؛ قریباً هؤلاء المطبعون وسادتهم سیندمون علی خیانتهم وهذا وعد الله

"فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَی مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ".

حیث أصبحنا الأن و بکل وضوح نشاهد تغییر المعادلات فبینما عادت فلسطین لتتحول إلی رمز للدعوة و المقاومة الإسلامية، تقوم قوی محور المقاومة بتغییر تکتیکاتها المقاومة ضد العدو الصهیوني و بالحقیقة قد تجلت کلمة "ولی زمن الهزائم وأتی زمن الإنتصارات" فإذا کنا سابقا نشاهد تحول دبابات الجیش الصهیوني التي زعموا أنه لایُهزَم إلی ناقلات رفات الجنود فالیوم باتت الصواریخ تُمطِر أماکنه الحیوية و بناه التحتية ، ولا ریب أن هذه هي بوادر إنتصارات المقاومة ستعید لها کرامتها و عزها  فالیوم تحولت کل المقاییس و أصبح الکیان الصهیوني أضعف مما سبق ، فالداخل الصهیوني بات تحت رحمة نیران المقاومة التي وصلت حتی صحراء نقب و طالت مصانعه و حصونه الداخلية التي کان یزعم أنها بأمان من جمیع المخاطر.

الیوم و بعد کل هذه الإنتصارات و التغییرات الإستراتیجیة بدأت مؤامرات جدیدة ناتجة عن الغطرسة الأمریکية و الصهیونية التی تجاهلت کل المواثیق الدولية و بیانات الأمم المتحدة و مجلس الأمن و هي أولاً فرض إستراتیجية التطبیع علی المنطقة و تورط بعض الدول العمیلة فیها و ثانیاً بث الإختلافات و التفرقة و التمزق بین صفوف الأمة و خلق التیارات الإرهابية و إستخدام العملاء لهذا الهدف و ثالثاً السعي الحثیث و محاولات خبیثة لتضعیف محور المقاومة من خلال مکائد و مؤامرات واضحة و معقدة و رابعاً تغییر میدان الصراع من فلسطین إلی حروب داخلية و هذا ما نشاهده من الهجمة الشرسة علی الشعب الیمني و السوري و العراقي و سائر الشعوب المسلمة من المستکبرین و عملائهم و أیضاً ضرب البنی التحتية و قتل علماء بلاد المسلمین وصولاً لقصف الأهداف داخل الأراضي السورية بینما بادرت بعض الدول العربیة لاتخفي في السماح لفتح السفارات الصهیونية علی أراضیها في إنبطاح کامل لخطط التطبیع.

بینما کان یعتبر الأمریکان و الصهاینة إضعاف محور المقاومة باستشهاد اللواء الحاج قاسم سلیمانی باعتباره أقوی شخصیية کاریزماتیکية و عسکرية تهدد وجود کیانهم الغاصب و لکننا و بکل وضوح الیوم نری ثمار دمه الطاهر حیث أصبحنا علی منعطف تاریخي ملامحه تبشر بالنصر القادم عاجلاً.

من علامات هذا النصر هو وصول صواریخ محور المقاومة حتی مفاعل دیمونا النووي عندما بان فشل مظمات الباتریوت و القبب الحدیدية التي تحولت إلی قبب السخرية مقابل صواریخ المقاومة.

أننا و منذ إنتصار الثورة و قیام الجمهورية الإسلامية في ایران قیادة و حکومة و شعباً ننادي بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطیني و هذا النداء لم یکن إلا منبثقا عن المبادیء و معتقداتنا و فقهنا الإسلامي الذي صرح علی نصرة المظلوم و التصدي للظالمین و هذا ما صرح علیه الدستور الایراني و نؤکد مرة أخری أنه لایوجد لهذه القضية إلا واحد من حلّین المبنیین علی الواقع و یکفله المنطق السلیم و تعالیم الدین و المبادیء الدولية فضلاً عن کرامة الشعوب الحرة.

الحل الأول: و هو ما قدمته الجمهورية الإسلامية الایرانية في مبادرة حضارية علی لسان قائد الثورة الإمام السید علی الخامنئي دام ظله تضمن حقوق جمیع أبناء الشعب الفلسطیني من جمیع الأدیان والطوائف و هذا الحل الذی تم تقدیمه للجمعية العامة للأمم المتحدة یتمثل بإجراء إستفتاء حر و شامل یشارك فیه جمیع أبناء فلسطین الأصلیین لتعیین مصیرهم من مبدأ حق تعیین المصیر المصرَّح علیه حسب مواثیق الأمم المتحدة و نحن واثقون أن هذا الحل سیؤدي إلی تشکیل دولة فلسطینية علی جمیع الأراضي الفلسطینية فضلا عن محاکمة جمیع المجرمین الصهاینة علی جرائمهم في العقود الماضية.

الحل الثانی: هو خط الجهاد و المقاومة المبنی علی مبادیء العقل و الفطرة و أساس الدفاع المشروع ضد المحتل لجمیع أبناء الشعب الفلسطینی و السوری و اللبنانی بدعم جمیع الدول المسلمة و الأمة الإسلامية و هذا الحل أیضا تکفله جمیع المواثیق الدولية و قوانین الأمم المتحدة فضلاً عن أنه من الطبیعي لأبناء کل وطن أن یقاوموا ضد من یحتل أرضهم و مقدساتهم و من هذا المنطلق یجب علی جمیع الدول الإسلامية أن تتحمل المسئولية في تقدیم شتی أنواع الدعم للشعب الفلسطینی في مسیرته النضالیه ضد العدو الصهیوني المحتل.

کما نعتبر من الواجب علی الشعوب الإسلامية أن تطالب الدول و المنظمات بما یلی:

1.   قطع جمیع العلاقات الإقتصادية و التجارية و الثقافية مع إسرائیل و حظر منتجاته؛

2.  قطع العلاقات السیاسية و إغلاق السفارات الإسرائیلیة في جمیع البلاد و الترکیز علی مکافحة إسرائیل من خلال العلاقات الخارجية؛

3.   التخلي عن الخزی و العار الناتج عن التطبیع و فتح سفارت الصهاینة علی أرض المسلمین؛

4.   الدعم المالي و الإقتصادي للمقاومة في فلسطین و لبنان و سوریا و غیرها من البلاد الإسلامية؛

5.   ترك جمیع المفاو ضات الخفية و المعلنة مع إسرائیل؛

6.   المطالبة بالضغط علی جمیع الدول من أجل قطع العلاقات و رفض دعم إسرائیل ؛

7.   وضع جمیع أنواع الخلافات جانبا بِدءا من الخلافات الطائفية و المذهبية في سبیل الکفاح ضد إسرائیل؛

8.   التعبیر الصریح عن رفض جمیع أنواع و أشکال التطبیع؛

9.   الإعلان الرسمي عن یوم القدس کـ یوم عالمي في جمیع بلدان العالم؛

10.  الحق لعودة سوریا إلی مقعدها في جامعة الدول العربیة؛ کیف لا و سوریا من مؤسسي هذه الجامعة؛

إن الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية من منطلق التعالیم الإسلامية في القرآن الکریم و السنة النبوية الشریفة و إتباعا لمراجعها العظام و قیادتها المتمثلة بسماحة السید القائد الإمام الخامنئي دام ظله تؤمن بأن الحل هو وحدة العالم الإسلامي من أجل التصدي لمؤمرات الأعداء وفي هذا الصدد یجب علی الجمیع أن یتکاتفوا من أجل المقاومة و الجهاد کما یجب أن أنوّه و أتقدم بالشکر الجزیل علی مواقف المرجع الدیني الأعلی سماحة آية الله السیستانی دامت برکاته في لقاءه مع بابا الفاتیکان و تأکید سماحته علی حقوق الشعب الفلسطیني المضطهد، لنعود و نکرر تأکیدنا علی أن الحوزات العلمية ومن مطلق التعالیم الإسلامية و توجیهات المرجعية الدینية العلیا تعتبر أن الدفاع عن فلسطین و القدس و الأقصی واجباً دینیاً شرعیاً لن تنتهي صلاحیته مادام هناك إحتلال للأراضي المقدسة.

و بناءا علی ذلك تطالب جمیع أبناء الأمة الإسلامية للعمل بالمقترحات التالية:

أولاً: نطالب جمیع إخواننا وأخواتنا بالسعي نحو الوحدة الإسلامية؛

ثانیاً: نکرر مطالبتنا من الجمیع حول نبذ الخلافات و نبذ التفرقة و التأسیس للحوار الإسلامي؛

ثالثاً: نؤکد علی رفض أنواع العصبية والعنف والتطرف؛

رابعاً: نحذر من مؤامرات الأعداء الرامية لأعادة تأسیس و إحیاء التیارات التکفیرية کداعش و أخواتها؛

خامساً: نطالب جمیع الشعوب و الحکومات لدعم محور المقاومة المتجسد في لبنان و فلسطین؛

سادساً: نحث علی العمل من أجل إحیاء الهوية الإسلامية المشترکة و العودة للقیم الإسلامية؛

سابعاً: نطالب الجمیع برفض التطبیع و العمالة لأعداء الأمة الإسلامية؛

ثامناً: نؤکد علی مکافحة الإحتلال و الإرهاب و إثارة الحروب؛

تاسعاً: نؤکد علی رفض أي نوع من الإهانة لرموز المذاهب و الأدیان الأخری و نؤکد بأن هذا هو نوع جدید من المؤامر ات ضد وحدة الأمة الإسلامية؛

عاشراً: نؤکد بأن القدس هي عاصمة فلسطین و أن المسجد الأقصی هو القبلة الاولی التي لایجوز و لا یمکن لأي مسلم التخلي عنها في أی حال من الأحوال و نؤمن بأنها ستعود لأحضان الأمة الإسلامية؛

و في الختام مرة أخری نطالب جمیع إخواننا في العالم الإسلامي بالتعبیر عن رفض جمیع أنواع التواطیء والتطبیع بصورة علنية کما نؤکد علی ضرورة دعم الشعب الفلسطیني في مسیرته المقاومة ومحور المقاومة في التصدي لمؤامرات الأمبریالية الأمریکية والصهیونية، حتی تحریر آخر شبر من أراضی المسلمین في أنحاء المعمورة کأذربیجان وعلی رأسها القدس الشریف وهذا هو الواجب الدیني و الإعتقادي و الأخلاقي و الحضاری الکبیر الذي لن یحدّه زمان و لا مکان.

وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ

علیرضا أعرافي؛ رئیس الحوزات العلمية ـ قم المقدسة

رمضان المبارك 1442
 
captcha